الخميس، 19 فبراير 2015

الدرس الثامن عشر (124-129)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم 124-129♦️

⚡️انتهينا في الدرس السابق من المحور الثالث بني اسرائيل النموذج الفاشل للخلافة في الأرض من ٤٠ : ١٢٣ ⚡،ونبدأ بإذن الله في المحور الرابع ابراهيم عليه السلام النموذج الناجح في الخلافة ١٢٤: ١٤١

♦️(وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [سورة البقرة : 124]

⭕️يظهر التناسب واضحا بين هذه الآيات وما قبلها ،فقد ادعي اليهود والنصاري أنهم أصحاب الجنة⚡ ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصاري ) فرد الله تعالي على هذا الإدعاء في هذه الآيات ،وبين أنه لن ينال أحد منزلة عنده إلا بعد الإبتلاء ،وبين أيضا أن مجرد الإنتساب إلى إبراهيم عليه السلام لن يفيد صاحبه شيئا ،فعندما دعا إبراهيم بالإمامة لذريته قال تعالي ( لا ينال عهدي الظالمين)


⭕️واذا كان المحور السابق قد كشف أن اليهود وغيرهم قد حاولوا منع المسلمين من الصلاة في المسجد الحرام ،فإن هذا المحور قد أوضح بجلاء أن هذا البيت المبارك آمن للناس


⭕️وفي هذه الآيه يُذكر الله تعالي نبيه محمد صل الله عليه وسلم بتاريخ أبا الأنبياء ،وأنه اختبره بأنه ابتلاه بكلمات هي مجموعة التكاليف والأوامر والنواهي ،فأداهن وأتمهن ( وإبراهيم الذي وفي) ،فاستحق بذلك عِظم القدر وعلو المنزلة بأن يكون إماما يقتدي به الناس جميعا ، فدعا ربه أن يجعل بعضا من ذريته ٱئمة للناس

♦️(وإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [سورة البقرة : 125]

⭕️ذكرت الآيه أعظم أثر لإمامة إبراهيم للناس وهو بناء البيت الحرام الذي خلق الله تعالي محبته والشوق إليه في قلوب الناس استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليه ) وأمر الله تعالي المؤمنين أن يتخذوا الموضع الذي قام عليه إبراهيم لبناء الكعبة مصى لهم ،وقيل أن المقصود ركعتي الطواف ،والرأي الأخر أن المقصود مشاعر الحج كلها

⭕️ووصي الله تعالي أبا الأنبياء أن يطهر البيت هو وولده اسماعيل من النجاسات ليكون مهيأ لمن يطوف أويقيم للعبادة أو للصلاة التي عبر عنها بالركوع و السجود

♦️(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [سورة البقرة : 126]


⭕️ومن منن الله على أهل هذا المكان بركة دعاء أبا الأنبياء أن دعا أن يكون هذا المكان القفر بلدا مسكونا وآمنا وأن يهبهم الله من كل الثمرات ،فاستجاب الله دعاءه
(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة القصص : 57]

⭕️وقد اعتقد ابراهيم عليه السلام أن الرزق كالإمامة للمؤمن فقط ،فطلبه من الله للمؤمنين فقط ،فعممه الله تعالي للجميع
(كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [سورة اﻹسراء : 20]
ولكن الكافر يمتع في الدنيا فقط ( متاع قليل ولهم عذاب أليم )

♦️وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة البقرة : 127]


⭕️تُذكر الآيات هنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم بما فعله أبو الأنبياء وابنه اسماعيل من رفع القواعد للبيت ،وجاء الفعل هنا بصيغة المضارع ( يرفع)⚡ ليستحضر القارئ والسامع صورة البناء وتُمثل أمامه مما يصل حاضر الأمة بماضيها

⭕️وكانت قواعد البيت من قديم الزمان وقال بعض العلماء أن أول من بني البيت هم الملائكة وقال آخرون أبا البشر آدم عليه السلام ،وفي الحقيقة لا يوجد دليل على أن آدم هو أول من بنى البيت ،لأن الله تعالى لا يضيع أجر أحد ولو كان بناه بالفعل لعرفنا من القرآن ،أما بالنسبة للملائكة فهم غير مكلفين وليس بالضرورة أن يذكر الله تعالي أفعالهم ⚡⚡،إذن لماذا نقول أن البيت كان له بناء سابق على ابراهيم عليه السلام ❓❓❓

الجواب :
 ١_ أنه ذكر في السنة أن الأنبياء من قبل إبراهيم عليه السلام قد حجوا البيت الحرام

2_ وجود قواعد للبيت الحرام ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت )


⚡⚡سؤال ،كيف عرف إبراهيم عليه السلام مكان القواعد ليرفعها ويبني البيت ❓❓❓

⚪️قيل في ذلك عدة أقاويل ،منها أن المكان أظلته سحابه وغير ذلك⚡ أو أنه وحي والدليل هذه الآيه
( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت )

⭕️كان إبراهيم وإسماعيل أثناء البناء يتضرعان إلى ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل ويدعوه بأسماءه السميع لكلامهما ،العليم بأحوالهم

♦️رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [سورة البقرة : 128]

⭕️ثم أكدا ارتباط البيت بملة الإسلام فدعوا الله ربهما قائلين ،ربنا ثبتنا على الاسلام ،وأدم علينا نعمة الإنقياد واجعلنا خاضعين منقاضين لأحكامك ،واجعل هذا الخير باقيا في أعقابنا ،وعلمنا يا رب مناسك الحج وشرائع الدين تعليما واضحا كالرؤيه ( وأرنا) ، ونحن يا رب لا غني لنا عن رحمتك ،فتب علينا من تقصيرنا الذي هو طبع البشر

♦️رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة البقرة : 129]


⭕️ثم أكملوا دعائهم لذريتهم بأن يتفضل الله عليهم ويبعث من العرب إلى الدنيا كلها رسولا يقوم بثلاث مهام :

✨1_ تلاوة آيات الله الكونيه والشرعيه عليهم

2✨_ يعلمهم الكتاب تلاوة ومعني ويفقههم في أسرار الأحكام ،فالحكمة هي السنة ،من أركان الصلاة وهكذا

✨٣_ تطهيرهم من أدران الشرك بتزكية نفوسهم ( بعثت لأتمم مكارم الاخلاق)


⭕️فهل استجاب الله تعالي لدعوة ابينا ابراهيم ؟

⚡️الاجابة بالطبع نعم ،قال صل الله عليه وسلم ( انا دعوة أبي إبراهيم )
✨✨✨✨✨✨✨
✨اللمسات البيانية✨


↙️124
لم سمى الله عز وجل إبراهيم إماماً فى الآية؟(ورتل القرآن ترتيلاً).

⚪️سمّى الله تعالى إبراهيم في هذه الآية إماماً وقصد بإمامته أنه رسول فلِمَ عدل عن تسميته رسولاً إلى تسميته إماماً؟ ليكون ذلك دالاً على أن رسالته تنفع الأمة المرسَل إليها بالتبليغ وتنفع غيرهم من الأمم بطريق الامتداد

↙️125
لماذا جاء الترتيب هكذا في
 ( الطائفين والعاكفين والركع السجود ) ؟

⚪️جاء الترتيب هنا من الخاص للعام ،بمعني أن الطواف خاص بالبيت الحرام فقط ثم الإعتكاف بالبيت وبجميع المساجد ،أما الركوع والسجود أي الصلاة فهي خاصه بما سبق وبالأرض جميعا

↙️126
ما الفرق بين
 قوله تعالى (رب اجعل هذا بلداً آمناً) سورة البقرة
 وقوله تعالى (رب اجعل هذا البلد آمناً) ؟سورة ابراهيم

د.فاضل السامرائى:

⚪️الآية الأولى هي دعاء سيدنا ابراهيم قبل أن تكون مكة بلداً فجاء بصيغة التنكير (بلداً) أما الآية الثانية فهي دعاء سيدنا ابراهيم بعد أن أصبحت مكة بلداً معروفاً فجاء بصيغة التعريف


↙️129
ما دلالة الفرق في الترتيب بين آية سورة البقرة (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)) 
وآية سورة الجمعة (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
 وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2))؟
⚪️وردت في القرآن الكريم مثل هذه الآيات أربع مرات ثلاث منها عن الله تعالى ومرة على لسان ابراهيم  وهي الآيات التالية:
⚡سورة البقرة (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151))
⚡آل عمران (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164))
⚡سورة الجمعة ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)))
 وعلى لسان ابراهيم عليه السلام:
⚡سورة البقرة ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)))

⚪️ الآيه ١٢٩ التي على لسان ابراهيم عليه السلام جاء العلم قبل التزكيه وهذا طبعا قبل بعثة الرسول صل الله عليه وسلم 
⚪️أما الآيات الأخري فبعد البعثة لذلك قدم التزكية على العلم ،وذلك لأن رسولنا الكريم جاء ليتمم مكارم الأخلاق


للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق