الثلاثاء، 24 فبراير 2015

الدرس الخامس والثلاثون (231-233)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم  231-233♦️


♦️(وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 231]

⭕️هذه الآية تتكلم عن الواجب في معاملة المطلقات ونهت عن الضرر وأرشدت إلى المصلحة
فقال تعالى : إذا طلقتم أيها المؤمنون النساء وقاربت العدة على الإنتهاء فتمهلوا ،فإما أن تبقوهم بالمعروف ،او تفارقوهم أيضا بالمعروف

⭕️وأكدت الآية على عدم الضرر بالنساء،وعدم مراجعتهن بهدف تطويل العدة والاعتداء حتى تفتدي نفسها بالمال ،وبينت أن من يفعل ذلك فقد عرض نفسه للظلم

⭕️ثم حذر الله المخالفين لشرعه أن يتخذوا أحكامه التى شرعها في الطلاق وغيره مثار للسخرية وذلك بالإكثار من الطلاق والحلف به

⭕️ثم ذكرهم بنعمه عليهم ومنها نعمة الزواج (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة الروم : 21]

⭕️وذكرهم بما نزل عليهم من الاحكام في القرآن والسنة ليتعظوا به ،وأمرهم بتقواه صيانة لأنفسهم

♦️(وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة : 232]

⭕️تبين هذه الآية ما يلزم اتباعه عند وقوع الطلاق وانقضاء العدة ،لا يجوز للأهل أن يمنعوا المرأة ان ترجع لزوجها بعد الطلقة الاولى والثانية

⭕️عن معقل بن يسار انها نزلت فيه قال: زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء ليخطبها ،فقلت له : زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها ،لا والله لا تعود إليك أبدا ، وكان رجلا لا بأس به ،وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه ،فأنزل الله هذه الآية ( فلا تعضلوهن ) ،فقلت : الآن أفعل يا رسول الله ،قال : فزوجها إياه ،رواه البخاري

⭕️ثم ذكر الله تعالي المؤمنين بثلاث أمور :
⚡️أن ذلك القول الحكيم يستجيب له من كان مؤمنا لله وثوابه وعقابه
⚡️أن ذلك الذي شرعه الله أعظم بركة ونفعا وأكثر تطهيرا من دنس المعاصي
⚡️أن الله يعلم ما فيه النفع ومصلحة العباد ،أما البشر فلا يعلمون احداث المستقبل

♦️(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة البقرة : 233]

⭕️تتكلم الآيات عن أحكام الرضاع ،ومناسبته لما قبله ظاهرة ، فالآيات السابقة مما تكلمت عنه النكاح ،والرضاع هو مما كان من نتيجة هذا النكاح

◽️◾️( الوالدات ) قيل انها جاءت موجهه لكل أم ،وقال الطبري أنها خاصة للمطلقات

◽️◾️ والحولان : العامان ،وليس هذا للوجوب والدليل ( لمن أراد أن يتم الرضاعة )

◽️◾️ في الآية دليل على أن الرضاعة بعد العامين غير معتبرة في التحريم الجاري مجرى النسب

◽️◾️ ثم بينت الآية ان على الوالد أن يقدم للوالدة ما يكفيها من الطعام والكسوة على قدر طاقته

◽️◾️ ولابد ألا يقع أحدى الزوجين على الأخر ،فلا يجوز للوالد أن يمنع الام من الإرضاع ،أو يقصر في النفقة ،أو يمنعها رؤية الولد 💫ولا يجوز أن تكلف الام الوالد ما لا يطيق ،أو تمتنع عن إرضاع الولد تعجيزا لأبيه

◽️◾️ وكما تجب النفقة على الوالد فإنها تجب على وارث الوالد أو وارث الصبي الذي سيرثه بعد موته

◽️◾️ وإن أرادا الوالدان قطع الرضاع وفطام الولد قبل العامين أوبعدها فلا بأس بشرط التشاور والتراضي

◽️◾️ وإن أرادوا أن يأتوا بالمراضع بالأجرة فلا بأس بشرط تسليم هؤلاء المراضع أجرهن بالمعروف
⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️
⚡️اللمسات البيانية ⚡️

↙️آية 232
(فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ (232) البقرة) استعمل العضل بمعنى المنع والحبس فما سبب اختيار هذه الكلمة؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️إن المنع قد يحتمل أمرين: منعٌ بحق ومنعٌ بغير حق أما العضل فهو منع ولكنه دون حق أو إصلاح فنهى الوليّ عن منع المرأة في العودة إلى زوجها دون وجه إصلاح لذا كان اختيار كلمة تعضلوهن دون تمنعوهن.

↙️آية232
ما الفرق بين ذلك وذلكم في الاستعمال القرآني ؟( د.فاضل السامرائى)

⚪️ (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (232) البقرة)
  قال (ذلكم)،

⚪️(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) المجادلة) 
قال (ذلك) 

⚡️في الآية الأولى عن الطلاق الحكم آكد وأدوم لأنه حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جميع المسلمين 

⚡️أما الآية الثانية فهي للأغنياء ثم ما لبث أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ())، 
- فالآية الأولى آكد والحكم فيها عام مستمر 
- أما الثانية فالحكم متعلق بجماعة من المسلمين


↙️233
ما اللمسة البيانية في استعمال (الوالدات) بالجمع و(المولود له) بالإفراد في آية سورة البقرة؟( د.فاضل السامرائى)

⚪️قال تعالى في سورة البقرة (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233))

⚪️هنالك أكثر من سؤال في هذه الآية: لماذا قال الوالدات ولم يقل على الوالد وإنما قال المولود له ولماذا فرّق وقال الوالدات والمولود له بدل الوالد أو الوالدين؟

⚪️حُكماً أن المولود للآباء مولود له أن الولد يُنسب للأب فهو له وليس للأم فهو مولود له وليس للوالدة (هي وَلَدت) لكن المولود للأب. 
وحكماً أن الولد ينتسب إلى الأب وهو المسؤول عنه والذي يتكفله ويرعاه فهو ليس مولوداً للأم وإنما مولود للأب فالأم والدة والأب مولود له.

⚪️الأمر الآخر محتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة فقال تعالى (والوالدات) بالجمع لتشمل كل الزوجات وقال (وعلى المولود له) خاصة بواحدة من الزوجات.

⚪️ثم نلاحظ أنه قال تعالى (والوالدات يُرضعن أولادهن) ولم يقل على الوالدات لأنهن لسن مكلفات بإرضاع الولد فيمكن لهن أن لا يُرضعن أولادهن أو أن يأتين بمرضعة فالوالدات لسن مكلفات شرعاً بإرضاع الولد. لكنه قال تعالى (وعلى المولود له رزقهن) لأن هذا واجب الأب فجمع سبحانه البيان والشرع والحكم.


للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق