الأربعاء، 18 فبراير 2015

الدرس الحادي عشر (67-74)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                 
نصاب اليوم (67-74)

⚡️كنا قد انتهينا من مقدمة سورة البقرة ( ١: ٣٩ ) وبدأنا في القسم الاول من السورة والذي بدوره ينقسم كما ذكرنامن خمس أقسام او مقاطع ⚡ ،وقد فصلنا  المقطع الأول (٤٠: ٤٨)تذكير و عتاب من خلال جملة من الاوامر والنواهي  لبني اسرائيل ) 
   ⚡،وبدأنا القسم الثاني (٤٩: ٧٤) تحت عنوان احوال بني اسرائيل مع موسي عليه السلام،وهو ايضا ينقسم الي اقسام 
⭕️اولها : النعم العشر التي انعم الله بها علي بني اسرائيل ٤٩: ٦٠
⭕️ثانيا :دناءة همة بني اسرائيل واستبدالهم الادني بالاعلي ،واسباب استحقاقهم الذلة والغضب ٦١: ٦٦ 
⭕️ثالثا قصة بني اسرائيل مع البقرة ٦٧: ٧٤
⚡️ وهو ما سنتكلم عنه اليوم ان شاء الله

⚪️الآيات تتكلم عن قصة بني اسرائيل مع البقرة التي امر الله تعالي بذبحها ،وبيان تعنتهم وتشديدهم علي انفسهم بسؤال موسى عليه السلام عن لونها وسنها والمزيد من اوصافها ثم ذبحها بعد تشدد وتلكؤ والدليل ( وما كادوا يفعلون ) 

⚪️قال ابن عباس " لو ذبحوا اي بقرة ارادوا لأجزائهم ولكن شددوا علي انفسهم فشدد الله عليهم رواه الطبري"

⚪️سؤال : لماذا كان الامر بذبح البقرة تحديدا ؟ 

⚪️ اجمع بعض المفسرون على انه تعالي امرهم بذبحها لأنها من جنس ما عبدوه من العجل فيهون عندهم ما كانوا يرونه من تعظيمه ، وليعلم بإجابتهم زوال ما في نفوسهم من عبادته، وهذا من الابتلاء العظيم ان يؤمر الانسان بذبح ما يحبه ويعظمه

⚪️قال ابن القيم ان في قصة ذبح البقرة تنبيه علي ان هذا الحيوان الذي يصلح للحرث والسقي ولا يستطيع ان يدافع عن نفسه ويمنع عن نفسه الذبح لا يصلح ان يكون الها معبودا

♦️ ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) 67

⭕️ أي: واذكروا ما جرى لكم مع موسى, حين قتلتم قتيلا, وادارأتم فيه, أي: تدافعتم واختلفتم في قاتله, حتى تفاقم الأمر بينكم وكاد - لولا تبيين الله لكم - يحدث بينكم شر كبير، فقال لكم موسى في تبيين القاتل: اذبحوا بقرة، وكان من الواجب المبادرة إلى امتثال أمره, وعدم الاعتراض عليه، ولكنهم أبوا إلا الاعتراض, فقالوا: { أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا } فقال نبي الله: { أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل, استهزاءه بمن هو آدمي مثله، وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده.

ْ
♦️( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تؤمرون ) 68

⭕️فلما قال لهم موسى ذلك, علموا أن ذلك صدق فقالوا: { ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ } أي: ما سنها؟ {  وعلمنا أن سؤالهم كان عن سنها من الجواب ،قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ } أي: كبيرة { وَلَا بِكْرٌ } أي: صغيرة { عَوَانٌ بَيْن ذلك:-) { أي وسط} َ َ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } واتركوا التشديد والتعنت.

♦️( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) 69

 أي: شديد الصفرة { تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } من حسنها.

♦️ (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ) 70

⭕️{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } فلم نهتد إلى ما تريد { وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ }
♦️ ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) 71

⭕️{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ } أي: مذللة بالعمل، { تُثِيرُ الْأَرْضَ } بالحراثة { وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ } أي: ليست بساقية، { مُسَلَّمَةٌ } من العيوب أو من العمل { لَا شِيَةَ فِيهَا } أي: لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم.

⭕️{ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } أي: بالبيان الواضح، وهذا من جهلهم, وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة، فلو أنهم جاءوا بأي: بقرة لحصل المقصود, ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم, ولو لم يقولوا \" إن شاء الله \" لم يهتدوا أيضا إليها

⭕️{ فَذَبَحُوهَا } أي: البقرة التي وصفت بتلك الصفات، { وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } بسبب التعنت الذي جرى منهم
♦️( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُون . فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة البقرة 72: 73

⭕️لم يذكر سبحانه وتعالي في هذه الايه جنس القتيل ولكن دل عليه 👇
( فقلنا اضربوه ببعضها ) الهاء في اضربوه تدل على أن القتيل ذكر
فلما ذبحوها, قلنا لهم]اضربوا القتيل ببعضها, أي: ببعض منها, أو أي عضو منها, فضربوه ببعضها فأحياه الله, وأخرج ما كانوا يكتمون, فأخبر بقاتله، { لعلكم تعقلون } فتنزجرون عن ما يضركم.
.
⭕️هذه الايه دليل علي احياء الموتي يوم القيامة وقدرته تعالي علي البعث ،اراد الله ان يريهم ايه واضحة يرونها بأعينهم لانهم قوم ماديين لا يؤمنون الا بما تراه اعينهم ،وليس بالغيب كحال المؤمن


⚡️ومع كل هذه الايات الباهرة من انفجار الماء ونتق الجبل واحياء الموتي ما ازدادوا الا قسوة وعنادا 

♦️(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 74]

⭕️وهذا معناه ان لا فائدة من الحديث معهم،فأصبحت قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة ،فإن من الحجارة ما يتفجر منها الأنهار ،ومنها ما يشقق فيخرج منها الماء اليسير ،ومنها ما يسقط من أعالي الجبال خشية ورهبة من الله ،أما هؤلاء فلا يأتي منهم خير 

⭕️وكانت هذه الآية هي النتيجة الحتمية لما اقترفته أيديهم ،فإذا ما قست قلوبهم فلا فائدة من توجيه الحديث إليهم ،وإنما بقي توجيه الكلام للمؤمنين ليأخذوا حذرهم منهم
⭕️لم يبين  الله تعالي سبب قسوة قلوبهم  في هذه الآية ولكن بيينها في آية اخري
 (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلاَتَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة المائدة : 13]

✨✨✨✨✨✨✨
✨اللمسات البيانية ✨

↙️اية 69
(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) البقرة)
ما دلالة (فاقع لونها)؟ 
(ورتل القرآن ترتيلاً) 

⚪️لو قال تعالى بقرة صفراء لعلِم بنو إسرائيل أنه لون الصُفرة سيما أن هذا اللون نادر في البقر فلم قيّد الصفرة بصفة فاقع؟في هذا التعبير مزيد من التعجيز والتقييد وتحديد لبقرة بعينها دون سواها وهنا تضييق على بني إسرائيل فعندما شدّدوا شدّد الله تعالى عليهم.


↙️
ما الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل؟(د.حسام النعيمى)

⚪️يقولون العمل ما كان فيه إمتداد زمن، العمل أخصّ من الفعل . والعمل فيه إمتداد زمن (يعملون له ما يشاء من محاريب) هذا للجانّ وهذا العمل يقتضي منهم وقتاً لكن لما تحدث تعالى عن الملائكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) لأن فعل الملائكة برمش العين. ، وعلي هذا نستطيع أن ننظر الي معاني الآيات التي فيها زمن يقول يعملون وما ليس فيه إمتداد زمن وهو مفاجئ يقول يفعلون والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق