الدرس الحادي والثلاثون (211-214)

﷽ 

الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم  211-214♦️

⚡️ما زلنا نتكلم في المحور الرابع : نماذج بشرية ومواعظ إلهية ( ٢٠٤: ٢٢٠ ) 

♦️(سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة البقرة : 211]

⭕️والمعنى هنا إسأل يا محمد بني إسرائيل ،والسؤال هنا استنكاري وليس استفهامي ✨ إسألهم كم من المعجزات والبراهين قد أتتهم ،ولكن كانوا عنها معرضين ولها مبدلين ✨ ثم بين تعالى سنته الكونيه أن من بدل نعمة من بعد ما جاءته وكفر بها ،فإن الله يعاقبه أشد العقوبة ،فهو سبحانه شديد العقاب ،ونظير ذلك قوله تعالي (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) [سورة إبراهيم : 28]

♦️(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة البقرة : 212]

⭕️ثم اتبع الله تعالى ذلك بالسبب الذي كفر لأجله هؤلاء بأنعم الله فبين سبحانه أن حب الدنيا زين لهم وملك قلوبهم حتى وصلوا الى السخرية بالمؤمنين

⭕️وقد بين تعالى أن أهل التقوى هم الأعلون حتى وإن علا الكفار في الدنيا قليلا فإن المتقين فوقهم يوم القيامة وهذا هو التفاضل الحقيقي

⭕️وهنا يوجد لافتة هامة وهي : أن الله تعالى يعطي الدنيا للمؤمن والكافر ،ولا يعطي الدين ولا الأخرة إلا للمؤمن

⭕️وهذان نموذجان موجودان في كل زمان ومكان ،

✨نموذج الكافر المغرور بدنياه

✨ونموذج المؤمن المستعلي بتقواه

♦️(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة البقرة : 213]

⭕️ذكرت هذه الآية الجامعة أحوال الأمم مع الإهتداء في إيجاز مقنع وأسلوب أخاذ ،✨ ذلك أن بني آدم كانوا على ملة واحدة ودين مستقيم فاختلفوا بين ضال ومهتد ،قال تعالى ( وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ) يونس ١٩

✨فبعث الله النبيين مبشرين لمن اهتدوا بالثواب ،ومنذرين للضالين بالعذاب ،وأنزل معهم الكتب السماوية للحكم بين الناس بالعدل والقول الفصل فيما اختلفوا فيه

⭕️ثم بين الله تعالى الأسباب التي أدت إلى اختلاف الناس في الكتاب الذي أنزله لهدايتهم ،وقد اختلف فيه الذين علموه ،وما كان اختلافهم بسبب التباس الحق عليهم ولكن كان بسبب البغي والحسد بينهم

⭕️ولكن الله هدى الذين آمنوا لما اختلف فيه أهل الضلال،والله تعالى يوفق من يشاء بإرشاده إلى الطريق المستقيم ،لهذا كان دعاء المؤمنين ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله )

⭕️والآية مرتبطة بقضية الإستخلاف في الأرض ،فآدم نزل ومعه المنهج كما في قوله تعالى ( فإما يأتينكم مني هدى ) لكن حدث الاختلاف بعد ذلك ،والعجب أن الإختلاف حدث بعد نزول الكتاب الذي يعصم من الإختلاف

♦️(أم حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [سورة البقرة : 214]

⭕️بعد هذا البيان لما حدث للضالين ، جاءت الآية بالمثال الناصع للمؤمنين، جاءت هذه الآية لتبين للمؤمنين منهج أهل الحق كي يهتدوا به ،فالهداية تحتاج إلى رجال أشداء يصبرون على البأساء والضراء

⭕️وضربت الآية هنا مثلا بالأمم السابقة ،وهم أمم اوتوا الكتاب فآمنوا به فآذاهم الناس فصبروا وثبتوا ،أفتصبرون مثلهم وتثبتون ثباتهم ،أم حسبتم أن تدخلوا الجنة دون أن يصبكم ما أصابهم ؟ لقد أصابته الشدة في أبدانهم وأموالهم ،وانزعجوا واضطربوا حتى بلغوا أن قالوا هم والرسل متى نصر الله ؟ تمنيا للنصر واستعجالا له ،فيأتيهم الرد الإلهي ( ألا إن نصر الله قريب ) ✨ ونظير ذلك قوله تعالى (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [سورة يوسف : 110]

⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️

⚡️اللمسات البيانية ⚡️

↙️اية 211

ما الفرق بين فعل الأمر إسأل وسل؟( د.فاضل السامرائى)

⚪️ إذا بدأنا بالفعل فالعرب تخفف وتحذف الهمزة (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ (211) البقرة) 

⚪️وإذا تقدمها أي شيء يؤتى بالهمزة (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ (101) الإسراء)

⚡️ هذه قاعدة عند أكثرية العرب. إذا سبقها شيء يبدأ بالهمزة وإذا بدأنا بها يحذف (سل).

↙️اية 212

لم اختار الله تعالى صيغة الماضي للتزيين (زُيّن) وصيغة المضارع للسخرية (ويسخرون) ؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ (212) البقرة) أتى فعل التزيين ماضياً ليدلنا على أن التزيين أمر مستقر في الكافرين فهم أبد الدهر يعشقون الدنيا ويكرهون الموت. وأتى بفعل السخرية مضارعاً (يسخرون) ليبيّن لنا ربنا سبحانه وتعالى أن الكافرين يسخرون من الإيمان وأهله بشكل متجدد متكرر.

⚪️ وفي ترتيب الفعلين دلالة منطقية لأن السخرية مبعثها حب الدنيا والشهوات والتزيين سابق للسخرية فعبّر عنه بالماضي والسخرية ناشئة من تعلق القلب بالدنيا فعبّر عنها بالمضارع.

↙️213

*لم أفرد الله عز وجل الكتاب وجمع النبيين؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️بعث الله تعالى الأنبياء فعبّر عنهم بصيغة الجمع (النبيين) ولكنه قال (وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) ولم يقل الكتب مع أنهم جمع متتابع ولم يكن للكل كتاب واحد فلِمَ أفرده تعالى؟ 

أفرده ليعلّمنا أن الحق الذي نزل به الأنبياء واحد ولكنه نزل على فترات وكل واحد منهم متمم لما قبله.

↙️اية 214

ما دلالة الفعل زلزلوا فى قوله تعالى (وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ) ؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️انظر أخي المؤمن كيف عبّر الله عن شدة المصاب بقوله (وزلزلوا) وهذا الفعل يدلك على شدة اضطراب نظام معيشتهم لأن الزلزلة تدل على تحرك الجسم في مكانه بشدة والتضعيف في الفعل زلزلوا يدل على تكرر هذا الحدث.


للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536