السبت، 21 فبراير 2015

الدرس الخامس والعشرون (174-177)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم  174: 177♦️ 

⚡️لا زلنا في المحور الأول من القسم الثاني من سورة البقرة ( مقومات استحقاق أمة الإسلام للخلافة والقوامة ،وهي مدخل إلى عرض الشرائع التفصيلية للدين الإسلامي ) ١٦٣: ١٧٧ 

♦️(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة البقرة : 174]

⭕️لا تزال الآيات متواصلة في الحديث عن رهبان اليهود ،فبعد أن تحدثت عن تشريعهم من عند أنفسهم ،وتحريمهم الحلال ونقضت أحكامهم ،وبينت الحلال والحرام ،عادت الآيات لتتحدث عن حكم كتمان ما أنزل الله من الكتاب ،ليستبدلوا به عرضا من الدنيا ،فإنهم بذلك ما يأكلون في بطونهم إلا ما يوصلهم إلى نار جهنم يوم القيامة ،ولا يكلمهم الله يوم القيامة كلام محبة ،ولا يزكيهم ويطهرهم من الذنوب ،او بالثناء عليهم ،لأنهم كتموا التزكية عن الناس والجزاء من جنس العمل ،ولهم عذاب أليم 

⭕️وهناك صلة بين هذه الآيه والآية التي قبلها ،فقد تحدثت الآية السابقة عن الأطعمة المحرمة ،وتحدثت هذه الآية عن الطعام المحرم الذي يأكله علماء السوء من الرشوة لكتمان الحق ،وهي عامة لكل من يكتم الحق في كل زمان ومكان 


♦️(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)175

⭕️فهؤلاءاختاروا الضلالة على الهدى, والعذاب على المغفرة، فهؤلاء لا يصلح لهم إلا النار, فكيف يصبرون عليها, وأنى لهم الجلد عليها؟

♦️(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) [سورة البقرة : 176]

⭕️وما استحقوا هذا إلا بسبب ظلمهم لأنفسهم ،لأن الله أنزل الكتاب بالحق الثابت الذي جاء للهداية ،ونبذ الفرقة وإن الذين اختلفوا في الكتاب, فآمنوا ببعضه, وكفروا ببعضه، والذين حرفوه وصرفوه على أهوائهم ومراداتهم ⚡️{ لَفِي شِقَاقٍ } أي: محادة،⚡️ { بَعِيدٍ } عن الحق لأنهم قد خالفوا الكتاب الذي جاء بالحق الموجب للاتفاق وعدم التناقض،وكثر شقاقهم, وترتب على ذلك افتراقهم، بخلاف أهل الكتاب الذين آمنوا به, وحكموه في كل شيء, فإنهم اتفقوا وارتقوا بالمحبة والاجتماع عليه.

♦️(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [سورة البقرة : 177]

⭕️لما أكثر أهل الكتاب من الخوض في أمر القبلة ،بين الله تعالى أن أمر القبلة ليس هو المقصود
فيكون كثرة البحث فيه والجدال من العناء الذي ليس تحته إلا الشقاق والخلاف، وهذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم:
( ليس الشديد بالصرعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) ونحو ذلك،

⭕️ولكن البر الحقيقي إنما يتكون من عدة أمور تشمل الإعتقادات والعبادات ،والأخلاق والمعاملات

⚡️فالإعتقادات تشمل :
 ١_ الإيمان بالله وحده
٢_ واليوم الآخر
٣_ الإيمان بالملائكة
٤_ التصديق بالكتب المنزلة من السماء
٥_ الإيمان بكافة الأنبياء بغير تفريق بين أحد منهم

⚡️ العبادات وتشمل :
١_ الصدقة والإنفاق مع حب المال ( لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون ) ،وذكرت الآية المستحقين
٢_ إقام الصلاة
٣_ إتاء الزكاة

⚡️الاخلاق وتشمل :
 ١_ الوفاء بالعهد ( وأوفوا بالعهد ،إن العهد كان مسئولا ) الإسراء
٢_ التحلي بالصبر عند الشدة والمرض والفقر والبأس أي قتال العدو

⭕️وأولئك الذي اتصفوا بهذه الصفات هم الصادقون في إسلامهم وإيمانهم ،وهم المتقون لربهم حقا

وبنهاية هذه الآية نكون انتهينا من المحور الأول من القسم الثاني من سورة البقرة
✨✨✨✨✨✨
✨اللمسات البيانية ✨

↙️177
لم قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه فى قوله تعالى  (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)؟(ورتل القرآن ترتيلاً) 

⚪️تأمل كيف قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه لأن (على) أفادت التمكن من حب المال وشدة التعلق به فنبّه بها على أبعد أحوال التعلق بالمال. فإذا كنت في حالة شدة حبك للمال تنفقه في سبيل الله وأنت مرتاح النفس فكيف بك في أحوالك الأخرى


في

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)