الأربعاء، 18 فبراير 2015

الدرس الثامن (40-48)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم 40:48♦️

نبدأ اليوم بعد ان انتهينا من المقدمة ،القسم الاول من سورة البقرة ( ٤٠: ١٦٢) ( بنو اسرائيل ومقومات عزلهم عن القوامة والخلافة)✨✨ وهو ينقسم الى خمس اقسام  


 اليوم نستعرض  القسم الأول  وهو يتكلم عن👈 ( تذكير وعتاب من خلال جملة من الاوامر والنواهي  لبني اسرائيل )  ٤٠: ٤٨ 

✨وبني اسرائيل هو النموذج الفاشل للخلافه في الارض، ولقد ذكرتهم الايات بنعم الله عليهم وبينت لهم العهد الذي اخذه الله عليهم ،وعاتبهم على امرهم الناس بالبر ونسيانهم انفسهم ،ثم ذكرتهم مرة اخري بالنعم ثم حذرتهم من يوم القيامة ،وكل هذا تذكير لهم وعتاب

♦️(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [سورة البقرة : 40]

⭕️لم يبين سبحانه وتعالي العهد هنا ولكن بينه في ايه اخري 👇
⚡(وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [سورة المائدة : 12]

♦️ (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) (40) البقرة
 إختار تعالى لفظ العهد لليهود ولم يقل أوفوا وعدكم فهل لهذا من بُعدٍ آخر؟

⭕️هذا من لطائف القرآن خاطبهم الله تعالى بإسم التوراة المعروف عندهم. أليست التوراة تسمى عندهم العهد؟ لذلك الكلمة مزدوجة الدلالة لأمرين: لأنها تأمرهم بإلتزام أوامر الله وتأمرهم بالتزام وصايا الله تعالى المبثوثة في طيّات العهد القديم والتي فيها الإيمان بمحمد

♦️(وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) [سورة البقرة : 41]

⭕️ثم انتقل بهم إلي الحديث عن عهد خاص وهو الإيمان بالقرآن الذي نزل وحذرهم أن يكونوا أول الكافرين به وفي قوله: { أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } أبلغ من قوله: { ولا تكفروا به } لأنهم إذا كانوا أول كافر به, كان فيه مبادرتهم إلى الكفر به, عكس ما ينبغي منهم, وصار عليهم إثمهم وإثم من اقتدى بهم من بعدهم

⭕️. ثم ذكر المانع لهم من الإيمان, وهو اختيار العرض الأدنى على السعادة الأبدية، فقال: { وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا } وهو ما يحصل لهم من المناصب والمآكل, التي يتوهمون انقطاعها, إن آمنوا بالله ورسوله, فاشتروها بآيات الله واستحبوها, وآثروها. { وَإِيَّايَ } أي: لا غيري { فَاتَّقُونِ } فإنكم إذا اتقيتم الله وحده, أوجبت لكم تقواه, تقديم الإيمان بآياته على الثمن القليل، كما أنكم إذا اخترتم الثمن القليل, فهو دليل على ترحل التقوى من قلوبكم.

♦️ ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) 42
⭕️أمرهم ألاّ يفعلوا  واحداً  من أمرين  بهما إضلال الناس :
أولاً: إظهار الباطل في صورة الحق  ، والخلط بينهما وذلك بتأويل النصوص وإلقاء الشبه.
ثانيهما: كتمان الحق وجحده وإخفاؤه مع العلم به - فقد كانوا يكتمون صفة النبي ﷺ -


♦️( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)  43

⭕️ثم قال: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } أي: ظاهرا وباطنا { وَآتُوا الزَّكَاةَ } مستحقيها، { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي: صلوا مع المصلين، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآيات الله, فقد جمعتم :
-بين الأعمال الظاهرة والباطنة, 
-وبين الإخلاص للمعبود, والإحسان إلى عبيده،
- وبين العبادات القلبية البدنية والمالية

⭕️وقوله: { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي: صلوا مع المصلين, ونستفيد منها 

⚡️ الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها
⚡️ أن الركوع ركن من أركان الصلاة لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها.

♦️(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [سورة البقرة : 44]

⭕️خاطب القرآن في هذه الآية علماء بني إسرائيل موبخاً لهم أمرهم الناس بالخير واتباع النبي ونسيانهم أنفسهم  وهذا يدل على خلل في العقل 

⭕️وهذه الآية, وإن كانت نزلت في بني إسرائيل, فهي عامة لكل أحد لقوله تعالى⚡: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

♦️(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [سورة البقرة : 45]

⭕️وإن كانت هذه التكاليف شاقة علي أنفسهم بسبب اتباع الشهوات ،فإن الآيات تبين لهم السبيل الي تقوية العزيمة  وذلك بالإستعانة بالصبر والصلاة ،فبالصبر يحجزون أنفسهم عن الحرام ،وبالصلاة ينتهون عن المنكر ⚡⚡،( إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر  ) العنكبوت ٤٥ ،وان إقام الصلاة ذات الخشوع لشديدة وشاقة إلا علي الخاشعين  الذين يوقنون أنهم سيلقون ربهم يوم العرض عليه

♦️( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
-( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ) 48

⭕️تفسير الآيتين 47 و 48 :ـ ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته, وعظا لهم, وتحذيرا وحثا. 
وخوفهم بيوم القيامة الذي { لَا تَجْزِي } فيه، أي: لا تغني { نَفْسٌ } ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين { عَنْ نَفْسٍ } ولو كانت من العشيرة الأقربين { شَيْئًا } لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه. 

⭕️{ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا } أي: النفس, شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له, ولا يرضى من العمل إلا ما أريد به وجهه، وكان على السبيل والسنة

⭕️ { وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } أي: فداء { ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب } ولا يقبل منهم ذلك 

⭕️{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي: يدفع عنهم المكروه،

✨✨✨✨✨✨

✨اللمسات البيانية ✨

↙️ أغلب السور يضرب المثل بقصة موسى فما دلالة هذا؟ وما اللمسة البيانية في تكرار قصة موسى؟(د.فاضل السامرائى)
⚪️ليست القصة الوحيدة التي تتكرر في القرآن، لكن قصة موسى فيها تفاصيل كثيرة وأطيل فيها وذُكرت أكثر من القصص الأخرى
أولاً لأن تلك الأقوام بادت وهلكت ولم يبق منها أحداً أما بنو إسرائيل فباقون في زمن الرسول ﷺ   ومستمرون إلى الآن وكان لهم مع الرسول ﷺ  حوادث ومواقف وعداء وإلى الآن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة. فإذن التكرار له دلالته لأنهم سيبقون معكم إلى ما شاء الله وهم يحاربونكم ويفعلون كذا ويمكرون، فذكر أفعالهم مع موسى كيف فعلوا مع موسى؟ لقد أوذي أكثر من هذا فصبر وفي الحديث "رحم الله أخي موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر" فآذوا موسى وذكر كثير من أحوالهم فلا نعجب أن يفعلوا مثل هذه الأشياء أو أكثر معنا حتى نتعظ ونعرف كيف كانوا يفعلون

↙️اية 41
*(وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) البقرة)ما دلالة الباء؟(ورتل القرآن ترتيلاً)

⚪️عندما تشتري أمراً ما من السوق تقول اشتريت هذا بمائة درهم فانظر إلى الباء في (بمائة) دخلت على ثمن السعر وفي الآية (تشتروا بآياتي) دخلت الباء على آياتي لتعلمنا أن اليهود جعلوا آيات الله تعالى كدراهم واشتروا به عرضاً من أعراض الدنيا لا قيمة له لذلك جاء وصفه بـ (قليلاً) لأنهم بذلوا أنفس شيء واشتروا به حظاً قليلاً. 



↙️(ما الفرق بين الفاصلة فى الآيتين
  - (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة) 
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة)؟(د.فاضل السامرائى)

⚪️في الأولى تقدم ذكر الصلاة والمطالبة بها قال (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (48 ثم ذكر بعدها (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة. 
 فالسياق في الصلاة فقال (إلا على الخاشعين).

في الآية الثانية ختمها بالصبر لأن السياق في الصبر ، بعد أن قال (إن الله مع الصابرين) قال (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) البقرة) 
السياق مع الصبر إذن ختمها (إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

↙️*ما دلالة تفضيل بني إسرائيل (وإني فضلتكم على العالمين)؟(د.حسام النعيمى)

⚪️ (وأني فضلتكم على العالمين) هؤلاء أتباع موسى  في زمانه قبل مجيء عيسى  وأتباع كل نبي مفضّلون على العالمين في زمانهم قبل أن يأتي النبي الآخر وليس العالمين إلى قيام الساعة .

↙️اية 48
لماذا في الايه ٤٨ قدمت الشفاعة علي العدل ؟ 

⚪️(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [سورة البقرة : 44]
من هذه الايه تأتي الاجابه ، لإعتقاد الذي يأمر  بالبر أن الذي سيهتدي من هذا الأمر سوف يكون له شفيعا يوم القيامة وهذا طبعا محال لأنه أمر بالبر ونسي ان يفعل هو هذا البر ،والله اعلم



↙️ما دلالة اختلاف ترتيب العدل والشفاعة بين آية (123)و(48)؟

-(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ (123) البقرة)
-( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ) 48
إذا استحضرنا الآية المماثلة لهذه الآية وجدنا اختلافاً في العدل والشفاعة
⚪️فآية 48 قدّم (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ (48)) واخّر (وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ)
⚪️و آية 123 قدّم (وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ)
مسألة أدبية وبلاغية:
 وذاك أن أحوال الأقوام في طلب الفِكاك عن الجُناة تختلف
⚡️فمرة تراهم يٌقدّمون الفِداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِّمون الشفعاء
⚡️وتارة يُقدِّمون أولاً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء
فعرضت الآيتان أحوال نفوس الناس في فكاك الجناة

للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق