﷽
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♦️نصاب اليوم 146: 157♦️
⚡️مازلنا نتكلم في محور انتقال القبلة والإمامة في الدين لأمة سيد المرسلين (١٤٢: ١٦٢)
♦️(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة البقرة : 146]
⭕️هذه الآيه توضح أن طعن اليهود في القبلة ما هو إلا واحد من طعنهم للإسلام ونبي الإسلام صل الله عليه وسلم
،فهم يعرفون أوصافه كما يعرفون أبنائهم
♦️(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [سورة البقرة : 147]
⭕️فلا تكونوا من الشاكين المترددين
♦️(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة : 148]
⭕️جاءت الآيات بحجة أخرى على أهل الكتاب في شأن القبلة وهي أن لكل أمة وجهه تتوجه اليها في صلاتها ،فلم الإعتراض على قبلة المسلمين ،فالأولى الإنشغال بفعل الخيرات والإستباق اليها ،فاستبقواالخيرات أيها المسلمون ،فكما جمعكم الله على قبلة واحدة اينما كنتم، فهو يجمعكم ليوم الجمع اينما كنتم.
♦️(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 149]
⭕️ثم أعاد الأمر باستقبال القبلة من أي مكان وفي أي موطن ليعلم الجميع ان هذا الحكم لا يختص بمكان دون مكان وهو حق من الله لا ينسخ،والمعاندون المجادلون سيحاسبهم الله وما هو بغافل عن افعالهم
♦️(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [سورة البقرة : 150]
⭕️ثم جاء الأمر مرة ثالثة وفيه جمع بين خطاب النبي صل الله عليه وسلم وخطاب المؤمنين لبيان حكم التحويل وهي ثلاث :
✨١_ لئلا يكون للمجادلين في أمر القبلة حجة على المسلمين ،لكن الظالمين يحتجوا بالحجة الباطلة فلا تخشوهم واخشوا ربكم
✨٢_ إتمام النعمة على المسلمين بتفرد قبلتهم لبيت الله المحرم ،مثابة الناس ومأوى الأفئدة وعز العرب لذلك كانوا يحسدون المسلمين على نعمة القبلة ⚡⚡،قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( إنهم لا يحسدوننا على شئ كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها ،وعلى قولنا خلف الإمام آمين ) رواه أحمد في مسنده عن عائشه
✨٣_ أن تحصل للمؤمنين الهدايه الى ما ضلت الأمم عنه ،وأن تكون هذه الأراجيف عونا للمسلمين على معرفة الحق ونبذ التقليد
♦️كما أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة : 151]
⭕️اتصلت الآيه بما قبلها اتصالا وثيقا ،فإن الله تعالى حول القبلة للمسلمين اتماما لنعمته عليهم مثلما أتم نعمته بإرسال رسول كريم منهم ،يتلوا عليه الآيات التي فيها هدايتهم وصلاحهم ،ويطهرهم من أرجاس الشرك الأليم ،ويعلمهم الحكمة المانعة من الوقوع في الخطأ، ويعلمهم ان لا طريق إلى معرفته إلا بالوحي مثل سير الأنبياء والمعاندين وغيرهم ،وذلك استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام
♦️فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [سورة البقرة : 152]
⭕️وفي الصحيح يقول الله تعالي( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) رواه البخاري ومسلم
♦️وأمرهم الله تعالي أيضا أن يشكروا نعمه ولا يكفرون
⭕️وهذه الآيه تجديد لعهد الإيمان ،فقد انتقل من بني اسرائيل بعد ما نقضوه
♦️(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة البقرة : 153]
⭕️يبين الله سبحانه وتعالي في هذه الآيه أن أعظم ما يعين على الثبات في مواجهة الإفتراءات والشبهات إنما هو الصبرالذي يقوي العزائم ويجعل الذي يتحلي به في معية الله وحفظه ،وكذلك الصلاة ذات الخشوع أعظم معين على تقوية النفس ومواجهة الكربات ،
⭕️ومن اوجه الصبر المطلوبة تقبل الشهادة في سبيل الله ،ومعرفة أن المؤمن الذي يقتل في سبيل إعلاء كلمة الله ليس بميت فلا تقولوا هم أموات بل أحياء في العالم العلوي ولكنكم لا تشعرون
قال ابن مسعود ( أرواحهم في جوف طيرخضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الي تلك القناديل ) رواه مسلم
♦️(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) [سورة البقرة : 154]
⭕️بعد أمر الله تعالي المؤمنين بالصبر والصلاة عند حصول المكروه أعقب ذلك بذكرالإبتلاء وإنه ضرورة للتمحيص
♦️(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [سورة البقرة : 155]
⭕️إبراهيم ابتُلي ثم صار التمكين ،والأمة التي تتبع ملته ستتعرض للتمحيص والإبتلاء
وهذا التمحيص يكون بشئ يسير من الخوف والجوع ونقص في الأموال بتلفها والأنفس بموتها والثمرات بقلتها
⚡وهذا الإبتلاء اليسير حتي يحدث التمحيص وليس الهلاك
♦️ثم ذكر عاقبة الصبر مخاطبا نبيه صل الله عليه وسلم أن يبشر الصابرين الذين إذا أصابهم ألم أن يقولوا إنا لله يتصرف فينا كيف يشاء وإنا راجعون إليه فيجازينا علي أفعالنا
♦️(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)(أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة :156- 157]
⭕️فهؤلاء لهم من الله المغفرة والرحمة وهم المهتدون إلى الصراط المستقيم
⚡⚡قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله " إنا لله وإنا إليه راجعون " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ،إلا أخلف الله له خيرا منها ، اخرجه مسلم
✨✨✨✨✨✨
✨اللمسات البيانية ✨
↙️اية 146
الذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ (146) البقرة)
عبر الله تعالى بلفظ المعرفة وقال (يعرفونه) ولم يقل يعلمونه لماذا؟(ورتل القرآن ترتيلاً)
⚪️ذلك أن المعرفة غالباً ما تتعلق بالذوات والأمور المحسوسة فأنت تقول عن شيء ما أنك تعرفه حينما يكون علمك به أصبح كالمشاهد له وكذلك كانت معرفة أهل الكتاب بصفات النبي ، فهي لم تكن مجرد علم مستند إلى غيب بل إنهم يعرفونه ويعرفون صفاته كأنهم يشاهدونه أمامهم قبل بعثته لذلك عبّر بالمعرفة ولم يعبّر بالعلم
↙️اية 150
متي تثبت الياءومتى تحذف كما في قوله (واخشوني، واخشون)؟( د.فاضل السامرائى)
⚪️عندما يُظهِر الياء يكون التحذير أشد في جميع القرآن عندما يحذف الياء يكون الأمر اقل شدة
⚪️ننظر السياق في الآية التي فيها الياء (واخشوني) (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) البقرة)
هذه في تبديل القِبلة فجاءت إخشوني بالياء لأنه صار كلام كثير ولغط وإرجاف بين اليهود والمنافقين حتى ارتد بعض المسلمين، هذا تبديل للقِبلة (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) البقرة) هي أمر كبير لذا قال (واخشوني).
⚪️الآية الأخرى في سورة المائدة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ.(3))
هذا يأس وذاك إرجاف. هذا الموقف ليس مثل ذاك، هؤلاء يائسين فصار التحذير أقل.
↙️اية 155
قال تعالى في سورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)) هل لهذا الترتيب وجه بلاغي؟(د.حسام النعيمى)
⚪️السبب في هذا أن الآية تتكلم عن قتل وقتال فالخوف قدم على الجوع، هناك معركة وكلما كان الكلام على قتال وقتل لا يفكر الإنسان بالجوع وإنما يفكر في ذهاب النفس فقدّم الخوف.
↙️
ولنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ (155) البقرة)ما دلالة كلمة شىء؟(ورتل القرآن ترتيلاً).
⚪️لاحظ كيف جاء الله تعالى بكلمة (بشيء) فقال (بشيء من الخوف والجوع) ولم يقل لنبلونكم بالخوف والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان:
⚡️الأولى أنه ذكر كلمة شيء قبل الخوف فيه تخفيف من وقع هذا الخبر المؤلم للنفس فلا أحد يرغب أن يكون خائفاً أو جائعاً فخفف الله تبارك وتعالى عنا هذا الخبر أن الابتلاء يكون بشيء من الخوف والجوع وليس بالخوف كله أو بالجوع كله
⚡️. والثانية إشارة إلى الفرق بين الابتلاء الواقع على هذه الأمة المرحومة وبين ما وقع من ابتلاء على الأمم السابقة فقد سلّط الله تعالى الخوف والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى⚡⚡ (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) النحل)
ولذا جاء هنا بكلمة (بشيء) وجاء هنالك بما يدل على الملابسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس اللازم مما يدل على تمكن هذا الابتلاء فيها وعِظَم وقعه عليها وقد خُفِّف عنا والحمد لله.
للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536
للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق