الثلاثاء، 24 فبراير 2015

الدرس السادس والأربعون (284-286)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم 284-286♦️

⚡️خاتمة السورة من 284: 286 ( دعاء وإجابة ) 

♦️( لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {284})

⭕️المناسبة بين خاتمة السورة والمقطع السابق 
⚡️جاء في ختام سورة البقرة ( لله ما في السموات والأرض ) وهذا تذكير بأن أخذ الديون وردها أو أكلها سحتاً لن يخرج عن ملكوت الله تعالى وتقديراته، وفيه كذلك ترهيب من كتمان الشهادة ،لأنه سبحانه يحاسب على ما أبدت النفوس وكتمت

♦️( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)285 البقرة
♦️( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) 286 البقرة
⭕️تمثل هذه الآيات الثلاث ختام سورة البقرة ،والآيتين الأخيرتين فيهما فضل ،وفيهما دعاء وذكر وثناء يحتاح المسلم أن يقرأه ويتدبره ،ويلهج لسانه به 

⭕️ولما نزلت الآية ( لله ما في السموات والأرض) أشفق الصحابة ووجلوا ،فأتوا رسول الله صل الله عليه وسلم ،ثم جثوا على الركب وقالوا  : يارسول الله كُلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ،وقد أنزل الله تعالى هذه الآية ولا نطيقها ،فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ،فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) رواه مسلم

⭕️  ثم تفتح الآية باب الأمل على مصرعيه لهؤلاء الذين اهتدوا ،فعلمتهم أن يرفعوا أكف الضراعة لربهم قائلين : ربنا لا تعاقبنا إن نسينا الصواب أو فعلنا الخطأ جهلاً منا ،ربنا لا تكلفنا ما يشق علينا  كما كلفت الذين هادوا بسبب ظلمهم ،وألا تحملنا ما فوق وسعنا من المصائب والعقوبات وغير ذلك 

⭕️ ثم سألوا ربهم أربعة أمور فيها صلاح دنياهم وآخرتهم : 
◽️١_ أن يعفوا عنهم بمحو سيئاتهم 
◽️٢_ أن يغفرها ويسترها 
◽️٣_ أن يرحمهم برحمته التي وسعت كل شئ 
◽️٤_ أن ينصرهم على القوم الكافرين 

⭕️فهو وليهم ولا مولى لهم سواه ،وناصرهم ومعينهم وكافيهم وهاديهم 

⭕️ وبهذا تختم السورة هذا الختام الطيب ،وهو الختام الذي يلخص السورة ويلخص العقيدة ،ويلخص تصور المؤمنين وحالهم مع ربهم في كل حين 

⭕️ وفي الصحيح من حديث ابن عباس عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ( أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته ) 

⭕️وختام السورة بالدعاء تعليم للأمة أن تظل موصولة الصلة بالله كما كان قدوتهم إبراهيم عليه السلام يدعو ربه وهو يبدأ عمله ،وهو ينتهي منه

⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️
⚡️اللمسات البيانية ⚡️

↙️آية 284
ما دلالة تقديم وتأخير كلمة تخفوا في آية سورة البقرة وسورة آل عمران؟( د.فاضل  السامرائى)


⚪️قال تعالى في سورة البقرة (لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {284}) 
وقال في آل عمران (قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {29}). 

⚪️المحاسبة في سورة البقرة هي على ما يُبدي الإنسان وليس ما يُخفي ⚡️ففي سياق المحاسبة قدّم الإبداء 
⚪️أما في سورة آل عمران فالآية في سياق العلم لذا ⚡️قدّم الإخفاء لأنه سبحانه يعلم السر وأخفى.

↙️آية 284
ما دلالة تقديم وتأخير (يغفر)
 في قوله تعالى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) البقرة)
وقوله تعالى (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) المائدة) ؟(د.حسام النعيمى)


⚪️لو نظرنا في الآيات سنجد أن المغفرة تقدمت في ثلاث آيات في البقرة قدّم المغفرة وفي آل عمران والمائدة 
وتقديم المغفرة على العذاب هو الأصل لأنه (كتب ربكم على نفسه الرحمة)  وفي الحديث في صحيح البخاري "رحمتي سبقت غضبي"
⚡️ لكن يرد السؤال أنه لماذا تقدمت يعذّب على يغفر في الآية 40 في سورة المائدة؟ هذا الأمر يتعلق بقطع اليد لاحظ الآية (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)) ⚡️فلا بد أن يقدّم العذاب لأن الكلام في البداية كان على عذاب ثم على مغفرة ولو عسكت لما إستقام الكلام .

↙️آية 286
ما الفرق بين (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا) الطلاق، وبين (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) البقرة؟(د.حسام النعيمى)


⚪️لو نظرنا في الآيتين سنجد السبب واضحاً. الآية الأولى كانت تتكلم على التكاليف عموماً (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)) 
⚡️في التكاليف وفي أمور الحياة وفي العمل. إذا عمل خيراً يكون له وإذا عمل سوءاً يكون عليه وهذا في عموم التكاليف فقال الله عز وجل (لها ما اكتسبت وعليها ما اكتسبت) فهو كسبٌ وإكتساب.


⚪️لكن الآية الثانية (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7))
 الإيتاء هو الإعطاء. لما ننظر في سياق الآية الكلام على المال أي ما آتاها من مال فالكلام على الإنفاق ولما يكون الكلام على الإنفاق الإنسان ينفق. والكلام هو على المطلقات أي ما أعطاها من الرزق، فلا يكلف الفقير أن ينفق ما ليس في وسعه بل لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها من حيث المال عندما يكون هناك إنفاق فبقدر ما عندك تُنفِق أي بمقدار ما آتاه الله (لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها).


🍃🍃🍃🍃

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
تم بحمد الله وتوفيقه وامتنانه تفسير ولمسات سورة البقرة
نسأل الله أن يرزقنا الاخلاص في القول والعمل وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح 

جزاكم الله خيرا أحبتي  لحسن المتابعة وفقكم الله لكل خير وسددكم وزادكم من فضله



للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق