﷽
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♦️نصاب اليوم 267-274♦️
♦️(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [سورة البقرة : 267]
⭕️تتحدث الآية عما يجب مراعاته في المال الذي ينفق من حيث صفته ونوعه ،فأوصت المؤمنين أن يكون إنفاقهم من كسبهم ،ومما من الله عليهم من خيرات الأرض ،ثم نهتهم أن يقصدوا الخبيث من المال للنفقة وهم لا يرضون بمثله لأنفسهم إلا أن يتساهلوا فيه تساهل من أغمض عينيه فلا يبصر ، والله لا يأمرنا بالصدقة إلا لنفعها لنا ،فهو غني عنها محمود بأوصافه وأفعاله
⭕️وقد ورد في أسباب النزول ،أن الأنصار كانوا يتصدقون بردئ التمر ،فنزلت الآية
♦️(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 268]
⭕️ إن الشيطان يخوف الناس بالفقر إذا أنفقوا ويأمرهم بالبخل ويزينه لهم فيمسكوا ،والله يعد المتصدق بالمغفرة التي تقيه الشر ،وبالفضل الذي يهبه الخير ،فهو الواسع العطاء ،العليم بمن يستحق فضله فيعطيه
♦️(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة البقرة : 269]
⭕️ومن جملة العطاء المعنوي ،الحكمة التي يهبها من يشاء من عباده ،فلا يلتفتوا لوعيد الشيطان ،وما أعظمها من نعمة ،وهذه النعمة جزاء للمتصدقين على صنيعهم ،وهذه الحكمة تحكم العقل وتمنعه من الخطأ ،وتجعله يصيب الحق بالعلم والعمل
♦️(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [سورة البقرة : 270]
⭕️وإن كل هذه النفقات سواء كانت خيراً أو شراً وكل نذر معلوم مجازي به عند الله ،فمن وضع الشئ في غير موضعه فليس له من الله نصير
♦️(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [سورة البقرة : 271]
⭕️ومن أبدى الصدقات فهو خير ،ومن أخفاها وأعطاها الفقراء فهو خير ،⚡⚡قال صل الله عليه وسلم ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ) رواه الطبراني ،ويكفر الله عنه من سيئاته ،فهو سبحانه خبير بأفعال عباده ونياتهم
⭕️ وقد خصصت الآية الإخفاء للإيتاء للفقراء ،وفي هذا إشارة إلى أن الأفضل إعطاء الصدقة للفقراء سراً ، أما المصالح العامة ،وصدقة الفرض ( الزكاة ) فالجهر فيها أفضل للإقتداء ،والله أعلم
♦️(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [سورة البقرة : 272]
⭕️ولما تحرج بعض الصحابة من الصدقة على غير المؤمن نزل ( ليس عليك هداهم ) ⚡⚡⚡قال ابن عباس : " كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا فنزلت الآية " رواه الحاكم في المستدرك
⭕️والمعنى ليس على النبي ﷺ ولا على غيره من باب أولى أن يكلف بإجبار الناس على الهداية ،فالله هو الذي يوفق للهداية ،
وكل نفقة ينفقها المرء فإن نفعها دنيا وأخرى يعود إليه ،ولا ينفق عبد نفقة إلا إذا كانت خالصة ،وكل ما أنفقه المرء فإنه يجزاه يوم القيامة الجزاء الأوفى
♦️( (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 273]
⭕️ثم بينت الآيات أولى الناس بالصدقة ،وقد وصفتهم الآيات بست صفات :
⚡️ أنهم فقراء
⚡️أنهم حبسوا أنفسهم عن الدنيا ابتغاء مرضات الله
⚡️ أنهم لا يستطيعون السفر في الأرض لتجارة ونحوها
⚡️ أن غير العارف يظنهم أغنياء لمبالغتهم في التعفف عن السؤال
⚡️ يعرفهم ذو اللب بعلاماتهم من أثر الحاجة والفاقة
⚡️ أنهم لا يسألون الناس ولا يلحون ولا يستعطفون
⭕️ فمن أنفق عليهم فالله عليم بنفقته ،لا يخفي عليه حسن النية ،وتحري المنفعة
♦️(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة البقرة : 274]
⭕️ ثم بينت الآيات أن أهل الخير ينفقون في كل وقت ليلاً كان أو نهارا،وعلى أي حال سراً كان أو علانية ،وهؤلاء أجرهم عند ربهم المتولي أمرهم فلا يخافون من المتوقع ،ولا يحزنون علي الماضي
تم بحمدالله الموضوع السادس من القسم الثاني من سورة البقرة والذي تحدث عن الإنفاق ،آدابة والمستحقون له ( 261: 274 )
⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️
⚡️اللمسات البيانية ⚡️
↙️ آية 267
ما دلالة الاختلاف في نهايات الآيات
⚡️ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) ،
⚡️(قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) ،
⚡️ وفي الآية (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة)؟( د.فاضل السامرائى)
⚪️نأخذ كل آية في سياقها (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
⚡️لما ذكر الأذى ناسب ذكر الحلم لأن الحليم لا يعجل بالعقوبة ولا يغضب سريعاً إذا أُوذي فلما ذكر الأذى ناسب ذكر الحِلم.
⚪️الآية الأخرى ليس فيها ذكر أذى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) ⚡️هذه ليس فيها أذى وإنما إنفاق ما هو خِلاف الأَوْلى، وهو انفاق الخبيث والله غني عن هذا ، والناس يجب أن تنفق الطيب وليس الخبيث الرديء، فذكر فيها (غني حميد) لأنه يجب أن تفعل حتى تُحمد على ما تُنفق.
⚪️(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)
⚡️واسع بالرحمة والفضل، فهو واسع العطاء واسع الخير واسع الرحمة وعليم بما تفعل فيجازيك .
↙️آية 269
ما المقصود بالحكمة فى قوله تعالى ("ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269)؟ولمِ َلم تنسب لله عز وجل؟( د.فاضل السامرائى)
⚪️الحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل ولا بد منهما معاً:
- فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، - - ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم.
والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا(269) البقرة
⚪️ قال تعالى : " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه.
⚡️والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه البتة. قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجـن.
⚡️أما فى قوله تعالى:(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا(269) فقد قال عز وجل قبلها: (يؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول
↙️آية 273
لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ (273) البقرة) ماذا أراد ربنا بقوله (لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ) وهل ضرب الأرض فِعل الأغنياء ؟( ورتل القرآن ترتيلاً)
⚪️هذا وجه بديع من أوجه اللغة العربية وهو باب الكناية والكناية أن تقول كلاماً وتريد ما يلزم عنه. فتقول هذا رجل سيفه طويل يريد ما يلزم عنه وهو طول الرجل فلا يحمل السيف الطويل إلا الرجل الطويل.
(لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ) كناية عن عجزهم وفقرهم فهم عاجزون عن التجارة لقلة ذات اليد والضرب في الأرض كناية عن المتاجرة لأن شأن التاجر أن يسافر ليبتاع ويبيع فهو يضرب الأرض برجليه أو بدابته.
للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق