السبت، 21 فبراير 2015

الدرس الرابع والعشرون (168-173)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم 168-173♦️

⚡️مازلنا في المحور الأول من القسم الثاني من سورة البقرة  ( مقومات استحقاق أمة الإسلام للخلافة والقوامة ،وهي مدخل الي عرض الشرائع التفصيليه للدين الإسلامي) 163: 

♦️(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [سورة البقرة : 168]

⭕️ ذكرنا في المرة السابقة  أن من أوجه اتخاذ الأنداد ما فعله اليهود والمشركين من تحريم وتحليل الأطعمة بزعمهم افتراء على الله ،فبين الله للناس جميعا انه أباح لهم ما في الأرض بشرط أن يكون طيبا غير خبيث ،فلا يتبعوا إغواء الشيطان ووسوسته في التحريم والتحليل ،ففي الحديث القدسي⚡⚡ ( وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ،وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ،وحرمت عليهم ما أحللت لهم ) رواه مسلم

♦️(إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة : 169]

⭕️ذكرت الآيه تفاصيل إغواء الشياطين للناس بأن يزين لكل ما ساء فعله وعظم قبحه ،وفحش أمره وأن تقولوا على الله بالتحليل والتحريم بغير علم وذلك من أكبر الكبائر (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [سورة اﻷعراف : 33]

⭕️وإن هؤلاء المكذبين اذا أمروا باتباع الحق أعرضوا قائلين ،بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ،وهذا أمر مستنكر أن يتبعوا آباءهم مع علمهم انهم لم يكونوا على الحق والطريق المستقيم

♦️(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) [سورة البقرة : 170]

⭕️ثم ضربت الآيات مثلا يقبح من شأن كفرهم ،وأنهم كأسلافهم يعيشون في عمى

♦️(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) [سورة البقرة : 171]

⭕️وأخبر تعالى, أن مثلهم عند دعاء الداعي لهم إلى الإيمان كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها, وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها، فهم يسمعون مجرد الصوت, الذي تقوم به عليهم الحجة, ولكنهم لا يفقهونه فقها ينفعهم, فلهذا كانوا صما,لا يسمعون الحق سماع فهم وقبول,
عميا,لا ينظرون نظر اعتبار, بكما, فلا ينطقون بما فيه خير لهم. والسبب الموجب لذلك كله, أنه ليس لهم عقل صحيح, بل هم أسفه السفهاء, وأجهل الجهلاء.

♦️(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [سورة البقرة : 172]

⭕️ثم جاءت الآيات للرد على هؤلاء الذين يحللون ويحرمون من تلقاء انفسهم ونهت المؤمنين أن يسلكوا طريقهم ،وأمرتهم خاصة بعد الأمر العام في الايه 168 بأكل الطيبات من الرزق, والشكر لله على إنعامه, باستعمالها بطاعته, والتقوي بها على ما يوصل إليه،

فأمرهم بما أمر به المرسلين في قوله⚡⚡ { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } فالشكر في هذه الآية, هو العمل الصالح،
وهنا لم يقل  🔻حلالا🔻 لأن 
-المؤمن أباح الله له الطيبات من الرزق
- إيمانه يحجزه عن تناول ما ليس له. 

⭕️وقوله { إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } أي: فاشكروه،
⚡️فدل على أن من لم يشكر الله, لم يعبده وحده,
⚡️كما أن من شكره, فقد عبده, وأتى بما أمر به،
⚡️ ويدل أيضا على أن أكل الطيب, سبب للعمل الصالح وقبوله، والأمر بالشكر, عقيب النعم؛ لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة, ويجلب النعم المفقودة كما أن الكفر, ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.

♦️(إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة البقرة :١٧٣]

⭕️بين الله للمسلمين فساد مسلك اليهود والمشركين وفصل لهم ما حرم عليهم ،الميته بدون ذبح شرعي ،الدم السائل ،لحم الخنزير ،ذبح لغير الله كالاصنام وغيرهم

⭕️ومن اضطر بسبب جوع وعدم او اكراه ،⚡️{غيرباغ }اي غير مطالب للحرام مع قدرته على الحلال , أو مع عدم جوعه، ⚡️{ وَلَا عَادٍ } أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا، فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها، ⚡️{ فَلَا إِثْمَ } [أي: جناح] عليه ،فالله واسع المغفرة
✨✨✨✨✨✨
✨اللمسات البيانية ✨


↙️آية 170
ما الفرق بين كلمتي (ألفينا) و (وجدنا) في الآيتين:
 (بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا) سورة البقرة آية 170
 (وحسبنا ما وجدنا عليه آبائنا).المائدة 104

⚪️. عندما يذكر القرآن كلمة ألفينا يريد أن يذمّهم أكثر وينفي عنهم العقل كما في قوله تعالى⚡⚡: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ سورة البقرة {170}) 

⚪️ولو لاحظنا الآية التي سبقت هذه في سورة المائدة⚡⚡ (مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ {103}) فالذي يٌشرّع ليس عنده علم ولكن عنده عقل. 

⚪️وعندما يذكر كلمة وجدنا ينفي عنهم العلم ⚡⚡(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ سورة المائدة {104})
 وكذلك في سورة لقمان⚡⚡ (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {20} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21}) 

⚪️. وقد تنفي العلم عن أحدهم ولكنه يبقى عاقلاً لكن إذا نفى عنهم العقل أصبحوا كالبهائم فكلمة ألفينا تأتي إذن في باب الذمّ.


للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق