﷽
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♦️نصاب اليوم 261-266♦️
نبدأ اليوم بإذن الله بالموضوع السادس من القسم الثاني من البقرة
⚡️الموضوع السادس : الإنفاق ،آدابة والمستحقون له ( 261: 274 )
⚪️تحدث المقطع السابق حديثاً موجزاً عن الإنفاق وحديثاًمطولاً عن الجهاد فبعد أن جاء الحديث عن الجهاد وبيان قيمة الموت والحياة بشكل تفصيلي ،عاد الحديث مرة أخرى مفصلاً عن الإنفاق ،فبدأ بالحض عليه ،ثم بيّن آفاته من المن والأذى وغير ذلك
♦️(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 261]
⭕️ شبه الله تعالى في هذه الآية المنفق ونفقته بمثل من زرع حبة في أرض خصبة فأنبتت سبع سنابل ،في كل سنبلة مائة حبة ،وهذا على سبيل التكثير ،وإلا فالله يضاعف على السبعمائة إلى ما يشاء بغير حد ⚡،وذلك على قدر إيمان المنفق وإخلاصة ⚡ ،ووقوع صدقته موقعها ⚡وحسن النفع بها
♦️(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة البقرة : 262]
⭕️ تبين الآية أن الإنفاق في سبيل الله يشترط ألا يعقبه ذكر الصدقة على سبيل المن والإيذاء ،فمن تحاشى هذين كان له من الله الأجر الجزيل والأمن إذا خاف الناس ،والسرور إذا حزن الناس
♦️(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [سورة البقرة : 263]
⭕️ولتأكيد النهي عن المن والأذي بيّن الحق أن القول المعروف ،وستر حال الفقير خير من الصدقة التي يتبعها الأذى ،فالله غني عن صدقة المتصدقين ،وحليم لا يعاجل المخطئ بالعقوبة
♦️(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [سورة البقرة : 264]
⭕️ثم حذر من إبطال الصدقة بالمن والأذى وضرب مثلا محسوسا كحال من ينفق مرائيا للناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فيصير عمله مردوداً عليه ً،فشبهه بالحجر الأملس الذي عليه تراب ،فنزل عليه المطر الغزير فتركه أملس ،كذلك هؤلاء لا يحصلون على شئ من الثواب يوم القيامة ،والله لا يهدي الكافرين
♦️(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة البقرة : 265]
⭕️أما المؤمنون الذين ينفقون طلباً لمرضات الله ،وبقلب ثابت من غير جزع ولا هلع ،فصفتهم وصفة نفقاتهم كصفة بستان في مكان مرتفع يربو عطاؤه مضاعفاً إن نزل الوابل ،فإن لم يكن كثيراً فالطل القليل ينبته ، وكذلك المؤمن في كل أحواله اليسر والعسر لا ينقطع خيره ،والله يعلم المخلص من المرائي
⭕️وفي ذكر نوعي الوابل والطل إشارة إلى القليل والكثير في الإنفاق ،والله لا يضيع عمل هذا أو ذاك
♦️(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [سورة البقرة : 266]
⭕️ثم تبين الآيات حال من أتلف صدقته بالمثال المحسوس ،وهو مثل صاحب جنة من نخيل وأعناب ،وأصابه الكبر الذي يقعده عن الكسب ،وله صبيان ضعفاء لا كسب لهم إلا البستان ،فأحاطت به ريح شديده فيها نار فأهلكته ،فكذلك المرائي يفقد عمله وهو أحوج ما يكون إليه ،ويوضح لنا ربنا هذا المثال لنتفكر ونتعظ فننزجر
⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️
⚡️اللمسات البيانية ⚡️
↙️آية 261
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ (261) البقرة) ما وجه الخصوصية في الحبّة التي اختارها الله تعالى للدلالة على مضاعفة الأجر والثواب؟( ورتل القرآن ترتيلاً)
⚪️جعل الله سبحانه وتعالى الحبة مثلاً لمضاعفة الأجر والثواب لأن تضعيفها ذاتيّ فهي تزداد وتنمو وتخلف بنفسها لا شيء يزاد عليها وكذلك الحسنة يضاعفها الله تعالى بذاتها لا بعمل آخر يضاف إليها.
↙️ آية 267
ما دلالة الاختلاف في نهايات الآيات
⚡️ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) ،
⚡️(قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) ،
⚡️ وفي الآية (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة)؟( د.فاضل السامرائى)
⚪️نأخذ كل آية في سياقها (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
⚡️لما ذكر الأذى ناسب ذكر الحلم لأن الحليم لا يعجل بالعقوبة ولا يغضب سريعاً إذا أُوذي فلما ذكر الأذى ناسب ذكر الحِلم.
⚪️الآية الأخرى ليس فيها ذكر أذى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) ⚡️هذه ليس فيها أذى وإنما إنفاق ما هو خِلاف الأَوْلى، وهو انفاق الخبيث والله غني عن هذا ، والناس يجب أن تنفق الطيب وليس الخبيث الرديء، فذكر فيها (غني حميد) لأنه يجب أن تفعل حتى تُحمد على ما تُنفق.
⚪️(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)
⚡️واسع بالرحمة والفضل، فهو واسع العطاء واسع الخير واسع الرحمة وعليم بما تفعل فيجاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق