الخميس، 19 فبراير 2015

الدرس التاسع عشر (130-141)


﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم 130-141♦️

مازلنا نستعرض محور ابراهيم عليه السلام ١٢٤: ١٤١ 
واليوم ننهي الجزء الأخير منه..

♦️(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة البقرة : 130]

⭕️وبعد هذا العرض القرآني عن سيرة ابا الانبياء من الذي يربأ عن ملته ،الا من استخف بنفسه وامتهنها فأهلكها ،فقد رفعه الله في الدنيا وفي الأخرة ⚡️(وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) النحل ،وذلك الإصطفاء لأن الله تعالي قال له استسلم فاستجاب على الفور

♦️(إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة البقرة : 131]
♦️وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة : 132]

⭕️وقد وصى إبراهيم عليه السلام بنيه وايضا وصى يعقوب ليفهم بنو اسرئيل ذلك فقال لهم أن الله أعطاكم صفوة الأديان فداوموا عليه حتى إذا جاءكم الموت في أي لحظة كنتم من المسلمين لرب العالمين

♦️أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة : 133]

⭕️توجه الأيات الخطاب هنا لبني اسرائيل منكرة عليهم زعمهم أن يعقوب كان على اليهودية ،فيخاطبهم أكنتم موجودين حين حضر يعقوب مقدمات الموت ،ورأيتم كيف سأل أبناءه ليطمئن ،ما تعبدون من بعد موتي؟ فأجابوه انهم على ملته وملة آباءه جميعا ملة الإسلام
⚡️ولأن هؤلاء اليهود يعتقدون أن نسبهم بهؤلاء الأنبياء ينفعهم يوم القيامة رد الله تعالي عليهم

♦️(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 134]

⭕️فكل محاسب على عمله ،ولا تز وازة وزر أخرى


♦️(وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة البقرة : 135]

⭕️ترد الآية على ما أرادوه من دعوة الناس إلى دين اليهودية والنصرانية وأبطلت قول اليهود كونوا هودا تهتدوا ،وقول النصاري كونوا نصاري تهتدوا ،وأعطت النبي ﷺ  الحجة عليهم وهي الانتساب إلى ملة إبراهيم الذي كان مائلا ( حنيفا)  عن كل دين باطل 

⭕️سبب نزول الآيه ،أن عبد الله بن صوريا وهو يهودي ،قال للنبي : ما الهدي الا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد ،وقالت النصاري مثل ذلك ،فنزلت الآية 

⭕️ثم فصلت الآيات منهج وحدة الدين الاسلامي ووجهتهم إلى تحقيق وحدة العقيدة والدعوة فأمرتهم أن يقولوا 

♦️(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة : 136]

⭕️ولأن هذه الآية قد جمعت كل أصول الدين ،فإن النبي ﷺ  كثيرا ما كان يقرأ بها في ركعتي الفجر ( سنة الفجر) 

♦️(فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة البقرة : 137]

⭕️فإن آمن السابقون إيمانا مثل إيماننا فقد حققوا الخير والهدي لأنفسهم ،وإن أبوا إلا الإعراض والمخالفة فلن يكونوا إلا منغمسين في العداوة وشق الصف ،وعندئذ فإن الله سيكفي عباده المؤمنين ضررهم وأذاهم ،إذ هو السميع بكلامهم ،العليم بأحوالهم

♦️(صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) [سورة البقرة : 138]

⭕️وقد صبغنا الله تعالي صبغة لا تزول ابدا ،وسمي الدين صبغة لأنه تظهر آثاره وأعماله عىي المتدين ،كما يظهر اللون في الثوب ،فلا ينفك عنه ابدا 

♦️(قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) [سورة البقرة : 139]

⭕️يا من تجادلوننا في ديننا كيف تحاجوننا في الله ونحن وأنتم منتسبون إليه ولا يقربنا أو يقربكم لله إلا العمل الصالح ،وإن أعمالنا ليزكيها الإخلاص وطلب الثواب منه سبحانه 


♦️(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 140]

⭕️ولا نقول إن الأولين كانوا هودا أو نصارى فما كان إبراهيم ولا بنوه إلا مسلمين ⚡(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة آل عمران : 67]

⭕️وإن كان عندكم بعلم غير هذا فأجيبونا ،أأنتم أعلم بهذا أم الله الذي خلقنا وخلقكم ،ولا ٱحد أظلم ممن يكتم شهادةالحق عن الأنبياء وعن نبيينا الكريم خاصتا  مثلكم 

⭕️ولما وصل السياق إلى هذا الحد آن الأوان أن يحدث التمايز ،فالنبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ ونطوي سيرة هؤلاء ،ويختم السياق بصيغة المفاصلة التي تفصل بين الأمتين 

♦️(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة البقرة : 141]

وبهذا انتهينا من المحور الرابع من القسم الأول من سورة البقرة  محور ابراهيم عليه السلام النموذج الناجح في الخلافة ١٢٤: ١٤١ 
وهو نهاية الجزء الأول من القرآن الكريم ..🌷
✨✨✨✨✨✨✨
✨اللمسات البيانية ✨

↙️132
ما الفرق بين وّصى ،وأوصى ؟

⚪️وصّى بالتشديد عندما يكون أمر الوصية شديد ومهم لذلك يستعمل في أمور الدين
⚡(وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة : 132]

⚪️أما أوصى فتكون في الأمور الماديه ⚡( يوصيكم الله في أولادكم) 

⚪️ولم ترد أوصى في أمور الدين في القرآن إلا في مكان واحد👈 (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [سورة مريم : 31]

⚡وكان عيسي في المهد لم يكلف بعد وجاء بعدها ذكر الزكاة وهي أمر مادي

↙️133
اية الفرق بين حضر وجاء في القرآن ؟

⚡️الحضور أي الشهود ويستخدم في أمور الوصية وكأن الموت من الشهود على هذه الوصية ( إذ حضر يعقوب الموت )

⚡️اما المجئ فيكون عند الكلام عن أحوال الموت ( حتي إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون)


↙️اية 136
(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة : 136]
ما الفرق بين ( أنزل ) و( أوتي) في الآية 

⚪️الإنزال يأتي من السماء ويستعمل للكتب ،أوتي تستعمل للكتب والمعجزات ،لذلك جاءت أوتي مع موسى وعيسى لما أوتوا من المعجزات
⚪️في الآية السابقه أمر الله تعالي النبي ﷺ   والمسلمين أن يؤمنوا بجميع الرسل ،ولكن لم يبين فيها هل استجابوا أم لا ،وما هو جزاءهم ،ولكن بين ذلك في آيات اخري
⚡️(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [سورة البقرة : 285]

⚡️أما جزاءهم 
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [سورة النساء : 152]


للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق