الثلاثاء، 24 فبراير 2015

الدرس الخامس والأربعون (282-283)

﷽ 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وآله وصحبه ومن واله ، أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

♦️نصاب اليوم 282-283♦️

♦️(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 282]

⭕️بعد أن رغبت الآيات في إنفاق المال لله ،وترك المال الحرام ،وتأخير المطالبة للمال للمعسر  ، تأتي الآية الجامعة في كتابة الدين وحفظ الأموال 

⭕️ابتدأت الآيات بالنداء المحبب للنفوس المؤمنة مطالبة بكتابة الدين ،وليكتبه كاتب عدل أمين ،ولا يمتنع الكاتب أن يكتب إحساناً إلى الناس كما أحسن الله إليه وعلمه ،فليكتب وليمل الذي عليه الدين حتي يكون إملاءه حجة عليه ،وعليه أن يتقي ربه فيما يملي ولا ينقص مما عليه شيئا  ، فإن كان المدين لا يحسن التصرف  في ماله أو ضعيفا لصغر أو هرم أو عاجزاً عن الإملاء لجهل أو لخرس ،فعلى ولي أمره أن يتول الإملاء بالحق والعدل 

⭕️وبعد البيان الوافي عن الكتابة ،انتقل الحديث عن الإشهاد ،فأمر الله أن يطلب شاهدين مسلمين من الذكور فإن لم يتيسر رجلان ،فرجل وامرأتان من المرضيين في الخلق والدين ،فتقوم إحداهما بتذكير الأخرى

⭕️ ثم نهى الشهود عن الإباء عن الشهادة متى دعوا إليها ،ونهي عن التضجر من كتابة الدين إلى وقته المحدد له سواءا كان صغيرا أو كبيرا فهذا👈 أعدل في علم الله ،⚡وأعون على إقامة الشهادة ⚡ وأقرب إلى زوال الشك والريبة وتلك 👆فوائد ثلاث لكتابة الدين 

⭕️ ثم استثنى من ذلك التجارة التي يجري فيها التداول والتقابض في المجلس ،فلا بأس من عدم الكتابة رحمة بالمتعاملين ،وتخفيفاً عليهم 

⭕️والأولى الإشهاد عند البيع ،ولا يضر الكاتب ولا الشهيد غيرهما بالتغيير والتحريف ، ولا يتعرضا هم للضرر بحملهما على كتابة أو قول غير الحق بالترغيب والترهيب ،وإن فعلتم ما نهيتم عنه من التحريف والتغيير وغيرهما ،فتكونوا قد خرجتم عن طاعة الله 

⭕️ثم ختم الله تعالي الآية بالأمر بتقواه وخشيته  ،وتذكير الناس بنعمه ،فهو الذي يعلم الناس ويصلح لهم دينهم ودنياهم  ،والله بكل شئ عليم لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ،ولذلك فإن تشريعه كله حكمة وعدل لأنه العليم سبحانه 

♦️(وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ۖ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 283]

⭕️ثم بيّن سبحانه ما يجب على المؤمن فعله إن لم يتمكن من كتابة الدين سواء بأن كان مسافراً ولم يجد كاتباً ،أو لم يتيسر له أمر الكتابة لأي سبب ،ففي هذه الحالة يقوم الرهن المقبوض مقام الكتابة ،والرهن ضمان لحق الدائن عند تعذر أخذ حقه 

⭕️فإن أمن الدائن المدين ووثق في ذمته ،فعلى المدين أن يكون أهلاً لهذه الثقة ،وليؤد أمانته كاملة ،وليتق ربه في مراعاة حقوق الناس 

⭕️وعلى المؤمنين الصادقين ألا يمتنعوا عن أداء الشهادة ،فمن أخفاها وامتنع عن أداءها فقد أثم قلبه الذي هو أساس كل خير وشر ،والله عليم بكل أفعالكم وأقوالكم ،وسيحاسبكم عليها

وبهذا ينتهي الموضوع السابع من القسم الثاني من سورة البقرة ويتبقى لنا ختام السورة في درسنا القادم ان شالله
⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️
⚡️اللمسات البيانية ⚡️

↙️آية 282
*(وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ (282) البقرة) ما الفرق بين قولنا (واشهدوا شهيدين) وقوله تعالى (واستشهدوا شهيدين)؟ ( ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️انظر إلى هذا التصوير البديع الذي ترسمه زيادة السين والتاء في قوله تعالى (واستشهدوا) هذه الكلمة تدل على طلب شهادة الشاهدين وتكليف بالسعي للإشهاد وهذا ما لا يفيده لفظ (وأشهدوا) الذي يدل على مجرد الشهادة.

↙️آية 282
*(فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا (282) البقرة) البخس هو النقص فهل اختيار البخس في قوله تعالى (ولا يبخس منه شيئاً) لغاية وسبب؟( ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️نعم فالبخس وإن كان بمعنى النقص إلا أنه يدل على الإنقاص بخفاء وغفلة عن صاحب الحق لذلك كان اختيار هذا اللفظ دون غيره.


↙️آية 283
وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ (283) البقرة) فلِمَ أطلق على الرهان إسم الأمانة؟( ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️كل من يقرأ هذه الآية يعلم أن الأمانة في قوله تعالى (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ) يُراد بها البرهان الذي سبق ذكره (فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ) سمّى ربنا سبحانه وتعالى الدَيْن في الذمة أو الرهن أمانة لتعظيم الحق عند المدين فاسم الأمانة له مهابة في نفس الإنسان لا تضفيه كلمة الرهان وفيها تهويل من عدم الوفاء بالإتفاق لئلا يُسمى ناكث العهد خائناً.

↙️آية 283
وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ (283) البقرة) أليس من الممكن حذف لفظ الجلالة (الله) من الجملة (وليتق الله ربه)؟ فلِمَ ذكر رنا تعالى كلمة (الله) وكلمة (ربه) وهما إسمان لمسمّى واحد؟( ورتل القرآن ترتيلاً)


⚪️ذكر إسم الجلالة (الله) في الآية مع أنه يمكن الاكتفاء بقولنا وليتق ربه لإدخال الروع في ضمير السامع ولغرس المهابة في قلبه ليكون حذراً من الإخلاف فاسم الجلالة (الله) له وقع في نفس السامع يشعرك بالمهابة والتعظيم.


للحصول على اللمسات البيانية على هيئة صور  ييرجى زيارة هذه الصفحة بالفيس بوك ( متشابهات ولمسات بيانية)
وهذا رابطها:
 https://www.facebook.com/lamasatbynyah/photos/a.307651842720324.1073741835.263903753761800/307651906053651/?type=3&src=https%3A%2F%2Fscontent-mxp.xx.fbcdn.net%2Fhphotos-xfp1%2Fv%2Ft1.0-9%2F10250254_307651906053651_3394767142806721193_n.png%3Foh%3D2b23ef6254548ec8ae2df79f84eef098%26oe%3D55831614&size=734%2C551&fbid=3076519060536

هناك تعليقان (2):

  1. جزاكز الله خيرا
    متى سيتم الانتهاء من سورة آل عمران بمشيئة الله

    ردحذف
    الردود
    1. جزانا واياكم والمسلمين 🌷
      نحن نعمل عليه حالياً .. نسأل الله التيسير

      حذف